■ ثورة الشباب الرائعة يتم نشلها لا انتشالها، رويداً رويداً تسحب ناحية التيار الدينى، لن ينقذها سوى حزب 25 يناير المعبر عنهم، ستفرز قياداتها بعيداً عن ألوان الطيف الحزبية التقليدية، سيكون هذا الحزب عصا موسى التى تبتلع الحيات الزاحفة نحو المكسب الجاهز، الثمرة التى أنضجتها دماء الشباب الزكية، ينتظر البعض أن تسقط فى حجرهم بعد أن حان قطافها، فهل ينتبه أبناء يناير؟

■ الكوارث والمآسى الطبية التى تحدث خلال هذه الفترة تدمى القلوب، حكى لى د. عمر عبدالعزيز، أستاذ النساء والولادة، إحداها، أخبرته رئيسة الحكيمات أن أسطوانات الأوكسجين فى حجرة الحضانات ستنفد فى الساعة الخامسة صباحاً، وهناك ثمانية أطفال مبتسرين يعتمدون على هذه الأسطوانات، ولن تصل السيارة التى تنقل الأسطوانات إلا فى التاسعه صباحاً، إذن النتيجة أن يظل الطبيب واضعاً يده على خده مشلولاً وهو يرى الأطفال يموتون واحداً بعد الآخر داخل حضانات الرعب!، الإنقاذ الوحيد جاء بعلاقات دكتور عمر الخاصة مع مستشفى عريق منحه أسطوانة على مسؤوليته بشرط إعادتها فى التاسعة صباحاً، غداً لن يجد هذا الطبيب أو غيره أسطوانة الأوكسجين، وسيشاهد مذبحة الرضع مبكراً جداً، ربنا يستر.

■ من يحميك اليوم سيسرقك غداً!، عنصر الوقت الضاغط لابد أن يوضع فى الاعتبار، الكل كان مع الثورة، الكل أحس بأن الحلم قد تحقق، الكل تنفس عطر البراءة الفواح من حناجر أبناء 25 يناير، الآن هناك ما يزعج هذا الحلم من واقع احتكاكى بالناس الغلابة ومتوسطى الحال فى الشارع والمستشفى، طابور المحتجين على من هم فى الميدان يزيد، والغاضبين من كرة الصوف المعقدة التى لا فكاك لها يتضاعف بصورة سرطانية، تحاول أن تفهمهم بأن جذور الوضع المأساوى قديمة صنعها الحزب الوطنى نفسه بسياساته الفاسدة، يرفض سماعك، ليس لديه وقت أو أعصاب لكى يسمع منك أرقام التضخم وتحليلات البورصة ومواد الدستور، هو يريد فقط أن يعيش، هؤلاء أيضاً من الشعب ولا يحق لأحد أن يقول إننى أتكلم باسم الشعب، وهؤلاء عددهم يزيد يوماً بعد يوم، ولابد لمن هم فى الميدان أن يعرف أنهم سيحتقنون ضدهم، ليس انطلاقاً من حب وعشق للرئيس أو عمالة للحزب الوطنى.

ولكن انطلاقاً من شرارة الغضب والرغبة فى العيشة، الآن نفخر باللجان الشعبية ولكننا لا نريد للبواب الذى يحمى عمارتك أن ينضم إلى طابور من يرغبون فى الانقضاض عليك من أجل لقمة العيش، ولا نريد للتمرجى الذى يحمل الشومة دفاعاً عن عيادتك أن يضربك أنت شخصياً بالشومة لكى يأكل، ولا نرغب فى أن يقفز العامل الذى كان يذود عن الورشة على رقبة صاحب الورشة الذى حرمه من اليومية!، نريد أن نظل على خط التكاتف مشتبكى الأيدى، ولا ندخل دوامة الفوضى بمخالبنا ننهش بعضنا البعض ويتحول كل منا إلى مشروع بلطجى تحت التمرين.